ترفيهي _ ثفافي |
|
| نوادر من التراث التونسي | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:15 | |
| يحكيو على فارس عظيم, و العظيم ربّي, رزقو ربّي بوليّد واحد. هاك الوليّد كبّرو و ربّاه أحسن تربية. صار عمرو عشرين سنة, نهار عيّطلو و قعّدو بحذاه و قلّو:"ولدي إنتي ولّيت راجل و الأجدر أنّك, كي ياخذ ربّي أمانته, تشدّ بلاصة بوك و تتعلّم منّو الفروسيّة." قلّو "بابا ربّي يطوّللنا في عمرك".قالّو:"إسمع ولدي, آنا ماش نعطيك 3 ألغاز, إذا طلّعت حلّهم في 5 أيّام, نعلّمك الفروسيّة, و تولّي كيفي في وسط الرجال, و إذا ما تطلّعهمش ننوّض عليك بالكرتوش و الغز هوّ: أحلى من آش؟ و أمرّ من آش؟ و أخفّ من آش؟" هاك الوليّد تضرب جا يدور, ما عرف شيعمل, استأذن بوه و مشا يعدّي هاك النهيّرات بحذا خالو. وصل لدار خالو وجهو أصفر, خالو تفجع عليه, قالّو:" يا وليدي لاباس؟ شيبك مفجوع؟". حكالو لحكاية ماللوّل للتالي و هوّ يرعش. على كلمة "يا خالي راني معرفتش الحلّ" طرشق خالو بالضحك و قالّو:"ما تخافش وليدي, الحلّ عندي, و إنت ضيف عند خالك هالخمسة أيّام. الوليّد فرح, عدّاها خمسة أيام يضحك و يلعب, واكل شارب ما في بالو بشيّ. صاروش هاك الخمسة أيّام؟ شدّ الرحال و ودّع خالو و طلب منّو الحلّ. قالّو "وليدي أحلى من آش؟ فمّاش ما أحلى مالعسل؟" قالّو "لا" "و أمرّ من آش؟ فمّاش ما أمرّ مالحنظل؟" قلّو "لا" "و أخفّ من آش؟ فمّاش ما أخفّ مالبومة السّكّومة؟" قالّو "لا, بارك الله فيك يا خالي راك نجّيتني مالموت" "برّة وليدي في أمان الله و سلملي على أمك, و بوك" رجع هاك الوليّد فرحان, يحلم كيفاش ماش يولّي فارس كبير كي بوه. وصل للدّشرة لقا أمّو تستنّا فيه و متخبّية (قلب الأمّ ديما خايفة على صغارها). قاتلو:"آه؟ لقيتشي الحلّ؟" قالّها:" تي ساهلة يامّي..أحلى من آش؟ ماأحلاش مالعسل, و أمرّ من آش؟ ما أمرّش مالحنظل؟ و أخفّ من آش؟ ما أخفّش مالبومة السّكّومة." تنهّدت هاك الأم المسكينة و قاتلو: "وليدي إنت ماشي للكرتوش بساقيك" "و ليدي آني ماش نقلّك الحلّ و ما تقولش لبوك إلّي آنا قتلك"
"أحلى من آش؟: ما أحلاش من الضنا على الأفراش"
"أمرّ من آش؟ ما أمرّش من أنّو يجيك ضيف و ما تلقاش"
"و أخفّ من آش؟ ما أخفّش مالأرماش"
من حينو, باس الراجل راس أمّو, و مشا لْبوه, و قالّو عالحلّ, باش حبّ ربّي أنّو هاك الوليّد يباركلو فيه, ويتعلّم الفروسية من بعده.
و شكرا لك على قراءة القصّة.
| |
| | | نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:15 | |
| كان في من كان قبلنا راجل غنيّ برشة..و الغنيّ ربّي. صاحبنا هذا كان عندو وليّد, ربّي يهدي و برّة, متبّع أصحاب السّوء, ما يسمعش نصيحة بوه و يعمل جْميع الموبْقَاتْ. آهو نهار, هاك الشايب مرض و حسّ بروحو على فراش الموت, فكّر بينو و بين روحو و قال:"آنا ماش نموت, ولدي لازم راهو ماش يضيّع شقا عمري و يخلّي روحو للنّاس بطيشو و قلّة حكمتو و تجربتو...لازمني نلقالو الحل قبل ما نموت" عيّطلو و قلّو:"يا ولدي, كان ضاق بيك الحال من بعدي, إشنق روحك و ين فمّة هذاك الخيط في التركينة متاع البيت" قام الطفل يضحك و خرج خلّى بوه يطلّع في الرّوح. مات الرّاجل, دخل ولدو على الفلوس اصرف اصرف,اصرف اصرف سهريّات و قعدات إلى آخره...حتى لقا روحو عالْحديدة. صحابو إلّي كانو قبل يحبّوه خاطر فلوسو لكلّهم سلّمو فيه. دوّرها يمين, دوّرها يسار لقا روحو في مشكلة بلا مخرج. في هاكي اللحظة تذكّر كلام بوه و قال:"الله يرحمك يا بابا, و ربّي يعلم أنّو ما قعدلي كان الحلّ متاعك". جاب كرسي تحت الخيط اللّي وصّاه عليه بوه, عمل الخرتة في كرومتو, شهّد و طيّش روحو... في لحظة, لقا روحو مطروح في القاعة و بدا الذهب و الفلوس تهبط على راسو كِالمطر. يطلع الحبل مربوط في صندوق في السقف رما فيه بوه الله يرحمو شطر ثروتو و خلّاه يتحل و قت يتجبدّ الخيط. فرح الطفل فرحة كبيرة, و قال:"الله يرحمك يا بابا, يا ليتني سمعت كلامك من قبل, أما نوعدك إلّي آنا ماش نصلّح أغلاط الماضي." و بالفعل, أسّس بهاك الفلوس تجارة جديدة, و كبّرها بالشويّة بالشويّة حتّى صار من أكبر تجّار هاكي البلاد.
| |
| | | نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:16 | |
| يحكيو, أنّو كان في زمان الخير و الخمير, راجل لا عرفتو و لا عرفو أجدادكم مشحاح كيفو. يقولو كان عندو جنان فيه آش و مية شجرة كرموس لا عمرو كلا منهم كعبة لا هوّ لا مرتو لا صغارو. و على قد ما كانو هاك الكرموسات منزّل فيهم ربّي البركة, و على قدّ ما صوّر في جرّتهم الخير و البركة, على قدّ ما زاد في شحّو و كنزو للأموال.
آهو نهار من النهارات, ماشي بجنب جنانو, يغزر و يصلّي عالنبيّ, اشتهى كرموسة. ضربها نص ساعة هوّ يخمم ينحّيها و الّا ما ينحّيهاش و بعد قال بينو و بين روحو:"محسوب, الدنيا فيها الموت, ياخي مش نعيش مرّتين!؟" مشى نحّى كعيبة الكرموس و تمّ قاصد ربّي. في ثنيتو, قبل ما ياكلها عرضتّو بير, وهوّ عطشان, حطّ الكرموسة على حافّة البير و ملى مالبير و شرب. هوّ يشرب, موش متعمّد دزّ كعبة الكرموس طاحت في البير...
طاح يندب في خدودو بحذا البير, و ينوّح و يبكي حتّى لين, في لحظة, طلعلو جنّ مالبير.
هاك الجنّ قالّو:"شبيك, ماو لاباس ؟؟؟" قالّو:" كرموستي طاحت في البير توّ تهبط تطلّعهالي" جاوبو الجنّي:"اسمع يا عبد ربّي, راهي كرموستك كلاتها مرتي, و آنا باش نرجّعلك حقّك, آهي درجيّة سحريّة, كلّ ما تحرّكها تسمع فيها صوت الذهب, و سامحنا في كرموستك"
رجع الرّاجل فرحان لدارو, جاب مرتو و بنتو و قالهم عالحكاية الكلّ. و وصّاهم باش ما يقولو لحدّ.
آهي بنتو تلعب مع بنت الجيران, حكاتلها عالدرجيّة السّحريّة متاع جنّ البير إلّي عند بوها. و الصغار ماو ما يخبّيو شيّ, مشات الطّفلة قالت لأمها.
بينها و بين روحها, عزمت الجارة باش تسرقهالهم. نهار عيّنت عليهم لا في الدّار حدّ, دخلت في يدّها درجيّة قديمة, بدّلتهم, هزّت الدرجيّة السحريّة و رجعت لدارها.
رجع الرّاجل صاحبنا المشحاح, حرّك دريجيتو ما لقا فيها شيّ.
من حينو خرج حافي يجري للبير اللي طلعلو منها الجنّي, قعد ينادي فيه ينادي فيه حتى لين طلعلو.
الجني تفجع قالّو شبيك لاباس, قالّو توّ ترجّعلي كعبة الكرموس. يا ولدي ماني عطيتك الدّرجية, قالّو يا حسرة ما عادش فيها ذهب. و لو أنّو الذهب اللّي هبطلو مالدرجيّة قد حقّ كرموستو آلاف المرّات, أما ماهو يقلّّك سيدي بن آدم ما يشبعش.
هاك الجنّي مسكين غلب على أمرو, غاب مديدة و طلعلو بمنديل و قلّو:" هذا المنديل ردّ بالك عليه, كلّ ما تنفضو يخرج منّو الذهب, و صلك حقك؟", قالّو "وصلني الله يرحم والديك"
و رجع فرحان لدارو. كيما صار المرّة الأولى صار, وصل الخبر للجارة (اللّي هيّ زادة ما تشبعش) و شكون يعرف عليها كيفاش عملت و كنبصت, بدّلت المنادل و حْصُل فيديها منديل الذهب و خلاّت هاك الرّاجل ماش يموت بالغيض.
كالعادة, يجري للبير و طاح يصيح للجنّي. المرّة هاذي الجنّي فهم اللّي الحكاية فيها سرقة. بعد ما هبط طلّعلو عصا خشينة و قالّو:"هاذي العصا كلّ ما تسمّي عليها بسم الله تطير و تقعد تدور في الهوا و تدرّ الذهب, و ماعادش نحبّ نرا وجهك".
راجع في الثنيّة, حبّ يجرّب. حطّها عالقاعة و سمّى بسم الله طارت هاك العصا و وكّلتّو ما كلا الطّبل نهار العيد, و كلا جزاء شحّو و بخلو و عزم باش يبطّل هاك الصّنعة.
أما هوّ طلع خبيث, مشا لمرتو و بنتو و قالّهم إلّي العصا تدرّ الذهب. و بالطّبيعة سمعت جارتو بالحكاية, وجات تسرق في العصا.
من دارو, يسمع في جارتو تاكل في طريحة مليحة, و وقتها فهم الحكاية, و هكّا هيّ زادة نالت جزاء أفعالها.
كي رجعولو الدّرجية و المنديل و العصا, هزّهم من غدوة و طيّشهم في البير, و صار من أكرم النّاس, ما يحرمش صغارو, و يتذكّر الفقرى و اليتامى و المساكين.
| |
| | | نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:17 | |
| يحكيو على راجل, راقد على فراش الموت, بحذاه عايلتو:مرتو و صغارو. هاك المرا و هاك الصغيّرات يتباكاو هوما يشوفو في بوهم يطلّع في الرّوح, أما هوّ غزر لولدو الكبير و قالّو آخر كلمة:"ولدي, نوصّيك بثلاثة وصايا مانيش راضي عليك كان ما تعملش بيهم: كي تمشي, إمشي ديما في الظلّ. و ما تضرب المرا كان ما تقرّطها. و ما تلعب الكارطة كان مع زميم القمّارجيّة." هاك الطّفل ما فهم شيّ في وقتها, ما راعو كان بوه توفّى ولّات دارهم دار ميّت, تملى و تفرّغ و العباد تعزّي... حزنو علية الجمعة الأولى, الشهر الأوّل, العام الأوّل و بعد كلّ فول تلهى في نوّارو. على طول سنين من بعد موت بوه هوّ يحاول يفهم وصيّة بوه, هالولد الكبير, و يعمل بيها. تجربتو في الحياة, مبعد, كي عاشر النّاس, و شدّ خدمة بوه, و عرّس و جاب الصغار...وضّحتلو إلّي وصيّة بوه كانت لكلّها حكمة. يدور الزّمان, و يمرض بطل حكايتنا بمرض كبير, و حسّ روحو أيّاماتو في الدّنيا صارت معدودة, نادى لولدو الكبير, و قلّو:"نوصّيك بثلاثة وصايا مانيش راضي عليك كان ما تعملش بيهم: "_ ولدي ردّ بالك مالعيب و الحرام, و ما تعمل أيّ حاجة إلّا ما تكون متؤكّد أنّها ترضي ربّي و عبادو (و هاك شمعناها "كي تمشي, إمشي ديما في الظلّ") _قبل ما تمشي في أيّ ثنيّة في هاالدّنيا, احسبها مليح, من كلّ ناحية, و ما تخلّي حتّى مجال للصّدفة (و هاك شمعناها "ما تضرب المرا كان ما تقرّطها") _ردّ بالك مالخلطة و أصحاب السّوء, و عاشر الناس الملاح, و ما تناسبهم و تعاملهم في خدمتك و إلّا في أيّ أمر من أمور دنيتك, كان هوما (و هاك شمعناها "ما تلعب الكارطة كان مع زميم القمّارجيّة")"
| |
| | | نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:18 | |
| يحكيو على راجل نوا الحجّ. جا لواحد صاحبو استأنس فيه الأمانة و سلّمو جميع ما يملك و قالّو:"يا خويا نرجع من الحجّ نشاالله نجيك ناخذ فلوسي و ربّي يجزاك خير" قالّو اتهنّى. أيّ يا سيدي حجّ و رجع سالم, مشى لصاحبو قالّو هاك القضيّة. غزرلو مستغرب و قالّو:"أما قضيّة؟؟؟", قالّو:"فلوسي اللّي خلّيتهم عندك أمانة", قالّو:"لا ما عطيتني شيّ", ونكر, و النكران من صفات بنادم. هاك الحاجّ ما لقا بيها وين, مشى للقاضي, قالّو:"يا سيدنا راهو صار وصار و هكّة و هكّة وراهو صاحبي نكر" قالّو:"عجب, يخون الأمانة !!؟ و الله غريبة !!!" و بعد القاضي خمّم شويّة و قالّو:" اسمع, من غدوة تعمل كرسيّ و تقعد قدّام حانوط صاحبك ما تتحرّكش, و آنا كي نتعدّى نستفقد الرّعية, أعمل روحك متكبّر عليّ و ما تسلّمش عليّ", قالّو يا سيدنا ما يصيرش ما ننجّمش قالّو أعمل كيما قتلك. من غدوة الصّبيحيّة, كيما قالّو القاضي عمل, شدّ كرسيّ و تنصّب قدّام الحوينطة, طرّدوه صاحو عليه ما فهمش روحو... صياح و عياط في وسط المدينة, سيدنا القاضي جا سيدنا القاضي جا, باري, وسّع, والعباد الكلّ وين نحطّك يا طبق الورد. وقف قدّام الحانوط, مولاها وجهو سفّف يدعي و يجلجل بالخير على سيدنا القاضي, وهاك الرّاجل اللّي قاعد على الكرسيّ ما تحرّكش. "سيدنا الحاجّ!!,(القاضي), يا مرحبا يا مرحبا" و هبط يسلّم عليه و الآخر موش هوني. "مغشّش عليّ؟ و الله عندك ألف حقّ, بالله سامحني كان بتت البارح البرّة مالقصر, و الله لا في بالنا بزيارتكم و إلّا رانا فرشنا الأرض نوّار و قرنفل...بركة نشاالله ما يطلع قلّقك واحد أمّو داعية عليه بالشّر, قلّي و آنا نورّيك فيه" خاين الأمانة لهنا شعرة لا قلبو سكت. قالّو:"لا, ما قلّقني حدّ" و تنفّس الصّعداء. "أيا تفضّل بحذايا و الله فطورك و عشاك عندي في القصر اليوم" قالّو:"باهي اسبق آني خالط عليك." قالّو القاضي:"تفاهمنا" القاضي مشى, هاك الرّاجل دخل يجري جاب شكارة الفلوس و قالّو:"باللّه سامحني راهو الشّيطان غرّني و زيّنلي فلوسك في عينيّ, إنتي بجاه ربّي ما تقولش لمولانا القاضي و نوعدك ما عاش نعاود صنعتي ما دامني حيّ". و خذا فلوسو, و مشا للقاضي حكالو الحكاية, قام اتفلق بالضّحك, وكان ماش يعاقبو لولا أنّو شفع فيه صاحبو الحاجّ, و إنّ الله يمهل و لا يهمل.
| |
| | | نسر قرطاج .
عدد المساهمات : 1023 نقاط : 2630 السٌّمعَة : 129 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: نوادر من التراث التونسي الخميس 24 نوفمبر 2011 - 13:19 | |
| يحكيو على فلاّح , حضر عمرو في ليلة على فراش المرض و دايرين بيه أولادو. قبل ما مولى الأمانة ياخو أمانتو, غزرلهم و قالّهم:"آنا عمري كامل نخدم في أرض بوكم و جدّكم, كبّرتكم و صيّرتكم رجال من خير هاك الأرض, و راني دفنت الفلوس اللّي صوّرتهم على طول عمري في هاك الأرض..." و قبل ما يعرفو منّو المكان بالظبط, كان سلّم الرّوح لباريها. أيّا تعّادّات أيّامات و شهور الحزن, رجعو هاك الأولاد للخدمة في الأرض, و قال واحد منهم:"بما أنّا ما نعرفوش بلاصة الفلوس, ما علينا كان نقلبو الأرض , و لازم المسحاة تهبط أقصى قدر في التراب" و بدات الخدمة و الأرض تباركالله واسعة, قعدو شهرين و هوما يقلبو في الأرض. لإي الأخّر, كمّلو, و الفلوس ما فمّاش ريحتهم. هاك الأولاد حزنو, قالو خدمتنا طاحت في الماء. جاتهم أمّهم, و قالتلهم:"مادامكم قلبتو الأرض, و حتّى كي ما لقيتوش الفلوس, لازمكم تكمّلو إلّي بديتوه, و تزرعو الأرض" من حينهم, يا ربّي العمال عليك, مشاو زرعو هاك الأرض بخيرات ربّي السّبعة, و كمّل ربّي سبحانه عطى خيرو و كان عامهم عام غيث عميم مبارك. و من فضل ربّي, كانت صابتهم أحسن ماللّي توقّعو, و على هاذاكه كانت مداخيلهم محترمة جدّا. و هكّا, فهمو إلّي بوهم عمرو لا خبّى فلوس في الأرض, لسبب بسيط هوّ أنّو عدّى حياتو إلّي يلمّدو يصرفو عليهم...أمّا حب يعلّمهم قيمة العمل بجدّ و تفاني, و كيما يقولو الأولين:
"يوفى مال الجدّين, و تبقى صنعة اليدين"
| |
| | | | نوادر من التراث التونسي | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|