الأدلة القطعية على القيام من القبور لرب العالمين

1ـ إظهار الله قدرته في بعث الموتى في الدنيا:
- من ذلك ما ذكره الله تعالى لما سأل بنو اسرائيل موسى أن يرو الله جهرة ﴿وإذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخدتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون﴾
- ومنها ماذكره الله في قصة القتيل من بني اسرائيل لما لم يعلموا قاتله قال تعالى: ﴿ فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون﴾
- ومنها ما ذكره الله من قصة الذين خرجوا من ديارهم خوف الموت قال تعالى ﴿ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ﴾
- ومنها ماذكره الله من قصة الرجل تعجب من البعث تعظيما لاانكارا فأماته الله مئة عام ثم بعثه ﴿أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثة قال كم لبث قال لبثت يوما أو بعض يوم قالبل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير﴾

2ـ اظهار الله قدرته في بعث الموتى على يد مخلوق من مخلوقاته
- أظهرالله قدرته سبحانه على بعث الخلائق على يد مخلوق من خلقه ودلالة ذلك واضحة إذ أنه إذاكان أمر البعث على يد مخلوق من مخلوقات الله تعالى كان الأمر بالنسبة لله أهون . ومما ذكره الله تعالى من ذلك ما آتاه نبيه ابراهيم عيه السلام قال تعالى ﴿ وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم ﴾
- ومنها ماآتاه نبيه عيسى عليه السلام من القدرة على إحياء الموتى بإذنه قال تعالى: ﴿ وأحيي الموتى بإذن اللهَ﴾

3-ضرب المثل بإحياء الأرض بالنبات
فلما كان احياء الأرض بعد نزول الغيث فيها أمرا ظاهرا يراه الناس جميعا ويشعرون معه بحياة جديدة بعد أن كانت يابسة قاحلة غبراء محرقة لا احساس للحياة فيها قرب الله مثل البعث لمن تأمله؛( فانظر إلى آثار رحمه الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شئ قدير﴾ وقال تعالى ﴿ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها من الماء اهتزت وربت ان الذي احياها لمحيي الموتى انه على كل شئ قدير)
وقال تعالى ﴿وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون﴾( يس 33 الآيات) فهى سنة واحدة وأن من قدر على بعث الحياة في هذه الكائنات قادر على أن يبعثها في البعض الآخر
وقال تعالى:﴿الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور﴾
وقال تعالى:﴿والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون﴾

4ـ الرد علىمستبعدي البعث
لما أنكر من أنكر البعث والمعاد واستبعد وقوعه بسبب ضعف تفكيرهم وقصر نظرهم واعتمادتهم على حساباتهم المادية ذكر الله لنا طرفا من مزاعمهم تلك وفندها وردد عليها بالحجج القاصمة والبراهين الناصعة وأن الأمر ليس عند مجرد البعث إنما البعث مرحلة تتبعها مراحل قال تعالى: ﴿ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا﴾
- وأن الله هو الخالق في اول الأمر وهو الخالق لهم في آخره قال تعالى ﴿أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾
-وأن كل ما تأكله الأرض أو غيرها من الإنسان محفوظ عند الله وان تركيب الشيئ لصانعه مرة أخرى أمر يسير فكيف بالله تعالى الفعال لما يريد قال تعالى: ﴿ق والقران المجيد بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا شئ عجيب أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ﴾
-وإذا كان الله تعالى منزها عن العبث فإنه خلق هذا الخلق لحكمة وغاية هي الفصل بين الخلائق مجازة للمحسن وانتقاما من المسيئ قال تعالى: (وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون ان يوم الفصل ميقاتهم اجمعين﴾
-ثم أراد الله إفحامهم وتبيكتهم وبيان أن قدرته سيحانه أكبر مما يتصور هؤلاء فليست قدرته فقط في بعثهم بل أكبر من ذلك وهو أن يحشرهم يمشون على وجوههم وهو امر مستحيل عندهم ولامستحيل على الله قال تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه﴾

5ـ هوان البعث على الله تعالى
كان الباعث الأكبر لإنكار الكفار للبعث مع الجحود والعناد هو استبعاد إعادة الأجسام تتفرق وتبلى وتنتهي فرد الله عليهم في أكثر من موضع في كتابه الكريم وان الأمر بالنسبة له سبحانه أمر هين وهو الذي ابتداهم اول مرة من غير مثال سابق وهو قادر على اعادتهم كما ابتدأهم والإعادة أسهل من الإبتداء قال تعالى: ﴿أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب بل عجبت ويسخرون ) وقال تعالى ﴿أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل بل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم)

6ـ الإستدلال على الحياة الأخرى بالحياة الدنيا
ولتقريب المثل لهؤلاء المنكرين للبعث ذكرهم الله بشيئ يشاهدونه يوميا من إماتة وإحياء للأرض وما عليها ليكون برهانا عمليا وأمرا مشاهدالايسعهم معه الإنكار قال تعالى﴿أولم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير﴾

7-حكمة الله تقتضي بعث العباد
- إن الخالق سبحانه وتعالى لايقضي أمرا ويقدره إلا لحكمة وإذا كان هذا في مستوى الأحداث العادية فكيف بمثل هذا الأمر العظيم ثم هل يتصور أن يخلق الله هذا الإنسان ويسخر له ما في السماوات والأرض ويرسل له الكتب ثم تنتهي المسألة بالموت من غير مجازاة للمسيء ولا ثواب للمحسن قال الله تعالى﴿وخلق الله السموات والارض بالحق ولتجزى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾